لايمكن للقنافذ ان تقترب من بعضها البعض . . .
فالاشواك التي تحيط بها تكون حصنا منيعا . . . لها ليس عن اعدائها فقط بل وحتى عن ابناء جلدتها. . !
فـاذا ما أطل الشتاء برياحه المتواصلة . . وبرودته القارسة . .
اضطرت القنافذ الى الاقتراب والالتصاق ببعضها طلبا للدفء
متحملة الم الوخزات وحدة الاشواك. .
فاذا شعرت بالدفء ابتعدت . . حتى تشعر بالبرد . . فـ تقترب مرة اخرى وهكذا تقضي ليلتها بين اقتراب وابتعاد. . .
فـ الإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح . . !
والابتعاد الدائم قد يكلفها حياتها . . !
وكذلك هي حالتنا في علاقاتنا البشرية . .
فلا يخلو الواحد منا من أشواك تحيط به وبغيره . .
يتألم منها تارة . .
ويؤلم بها غيره تارة أخرى. .
فمن ابتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا !
ومن ابتغى زوجا بلا نقص عاش اعزبا !
أتطلب صاحبا لاعيب فيه . . ؟
وأي الناس ليس به عيوب . . !
فــإن كنت :
حساسا لاتقبل الزلة !
ولواما لاتقبل العثرة !
وصائدا للأخطاء لاتغفل !
فكن على يقين بأنك :
ستصبح وحيدا في مجتمعك
وغريبا بين اهلك
ولن تصحب إلا نفسك فقط
أخيرا
لتحصل على الدفء لا بد ان تتحمل وخزات الشوك
ولن تحصل على الدفء مالم تصبر على الألم . .
[ م / ن ]