ًً اً ّ لً ّ~ عًٍ نً , صً َرٍ يً ّ~هـً !! ًًً
بسم الله الرحمن الرحيــم ~~
يقال دائماً أن كرة القدم هي أكبر دولة مستقلة تبلغ مساحتها حوالي معظم ارجاء الكرة الأرضية وعدد سكانها اكثر من ترليون قلب منتشر في انحاء المستديرة , كرة القدم هي لعبة الوفاء والولاء , لعبة المتعة والابداع والفن , لعبة فيها الفرح والحزن والدموع والبسمة , فتجد السعودي والبرازيلي والفرنسي والهندي والكوري والمغربي والامريكي وغيرهم ممن يلعبوا في الملعب يتكلمون لغة واحدة لهجة واحدة صوت واحد اسمه كرة القدم فلا فرق بين اجنبي ومحلي ولا بين ابيض واسود ولا بــين مدافع ومهــاجم إلا بالأبداع الكروي وهذا شيء كان ثابت ومعروف في كــرة القــدم.
في فترة سابقة ليست بالبعيدة جداً كان الاعب الجيد هو من يفرض نفسه على الأعلام والجماهير والمتابعين , وكان يأخذ نصيبه من الجوائز والمدح والثناء والشهرة , وكان كل شيء يمشي على مايرام وعلى ما تبتغيه أصول الكرة الشريــفه , فـ الاعب لم يكن يرفــعـه لونــه ولا مركزه ولا كحل عينيه ولا جمال خطوته , كل ما كان يرفعه هو مستواه داخل ارض الملعب وكل شــخص يأخذ بقدر ما يعطي , فقد تجــد كابتن الفريق الفــلاني الشهير اسمراً لاتيـنـياً , وقــد تجد المهاجم المحبوب في الفريق الكبير اسوداً افريقيا وهكـذا فكرة القدم لا تعطي الا من يعطيها .
ولكـــن , في الآونة الأخيرة تغير الوضع وتغيرت العادات وتغيرت التقاليد , حتى لو أن هذا التغير غير واضح الملامح إلا انه موجود ومكشوف , فـ الاعب الأسود لا يأخذ حقه كفاية كالاعب الأبيض حتى ولو كان أكثر ابداعاً من زميله الابيض , كما ان مهاجمي الفريق الفلاني تجد احدهما يأخذ الحب والشهرة والاعلام أكثر من الآخر بسبب ان لونه ابيض بعكس المهاجم الأسود الآخر , ومهما حاولت الفيفا والإتحادات الاوروبيه الشهيرة دثر هذه الصفة الكريهة ومحاولة تقليصها إلا أن محاولاتها تبوء بالفشل في النهاية ,
المشكلة العظمى ليست هنا وليست فيما سبق , المشكلة أن الفيفا وبعض الاتحادات الاوربية والعالمية لعبت دوراً كبيراً في دعم هذه العنصرية النتنه وكانت سبباً رئيسياً في انتشارها في ملاعب كثيرة بكرة القدم وأنا لا اقصد انها دعمتها بشكل مباشر وإنما بقرارات وطرق أدت لهذه التفرقة وهذه النظرة , فالفيفا لم تكن منصفة مع كثير من الاعبين السمر الأفارقة أو من كانت أصولهم افريقيه سواء بالجوائز العالمية المتمثلة بجائزة الاعب الافضل اوروبيا والاعب الافضل عالميا او بدعمهم المعنوي عبر وسائل الاعلام المختلفة, والاتحادات الاوروبية الشهيرة لم تكن منصفة ولم تكن مدافعه عن نجوم انديتها السود وفي مقدمتها الاتحاد الاسباني والايطالي وغيرها , ووقفت هذه الاتحادات مكتوفة الأيدي بدون قرارات حاسمة ومصيرية تنقذ الاعبين من صيحات الاستهجان ومن استفزازات الجماهير والنظرة المأساوية التي تحــيط بالاعب الأسود بلا ذمــة او ضــمير , رغــم محاولاتــها الضعــيفة لنــبذ هـــذه الصفـــة ولـــكن اذا فــات الفــوت ما ينــفع الصــوت.
كان تيري هنري يستحق العديد من الجوائز وكان يستحق مكانة اكبر من المكانة التي آخذها ولكن حرم منها بسبب لون جلده , وكان الكبير صامويل ايتو يستحق شهرة اعلامية توازي اهدافة الكثيرة وابداعاته المتكررة مع برشلونه وتحمية من الصيحات والاستهجانات المتكررة من الجماهير الاسبانية ولكن لم يتمتع كثيرا بذلك بسبب لون جلده ,,. والمشكلة أن عقلية المشجع لم تعد تفضل الاعب الاسود كثيراً وتحبذ النجم الابيض وهذه ثقافة انتشرت واصبحت شيء عادي . وهنري وايتو ليسا سوا مثالين بسيطين من عديد من الأمثلة الكثيرة المنتشرة في الملاعب الاوربية.
ستستمر هذه العادة , وستنتشر اكثر فـ اكثر ولن تتقلص إلا بوقفة صارمة وحازمة من الفيفا والاتحادات المختلفة وبدعماً كبير من حقوق الانسان , ليعم الهدف الاساسي من اللعبة والمبدأ الشريف من كرة القدم .
ودمـــتم
الادارهــــــ